الموضوع
حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه " رمقت الصلاة
....... " رواه مسلم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و
على آله و صحبه أجمعين و بعد .
التخريج :
رواه البخاري و مسلم ، و في رواية البخاري : " ما
خلا القيام و القعود ، قريبا من السواء ".
ترجمة راوي الحديث :
البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي ، يكنى
أبا عمرو و قيل أبا عمارة و هو أصح .
رده صلى الله عليه و سلم عن بدر - استصغره - و أول
مشاهده أحد و قيل الخندق و غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع عشرة غزوة ،
و هو الذي افتتح الري سنة أربع و عشرين .([2])
توفي سنة اثنين و سبعين و قيل : توفي سنة إحدى و سبعين
عن بضع و ثمانين سنة.([3])
شرح الألفاظ :
رمقت : رمق : لحظ لحظا خفيفا .([4])
المعنى الإجمالي :
يصف البراء بن عازب رضي الله عنه صلاة النبي عليه الصلاة
و السلام فيذكر أنها متقاربة متناسبة ، فإن قيامه للقراءة و جلوسه للتشهد يكونان
مناسبين للركوع و الإعتدال و السجود ، فلا يطيل القيام مثلا و يخفف الركوع أو يطيل
السجود ثم يخفف القيام أو الجلوس ، بل كل ركن يجعله مناسبا للركن الآخر ، و ليس
معناه أن القيام و الجلوس للتشهد بقدر الركوع و السجود و إنما معناه ألا يخفف
واحدا و يثقل الآخر ، و إلا فمن المعلوم أن القيام و الجلوس أطول من غيرها كما يدل
عليه زيادة البخاري في الحديث .([5])
خلاف العلماء : لكون المعهود من صلاة النبي عليه الصلاة و السلام هو تطويل قيام القراءة و
قعود التشهد على غيرها من أفعال الصلاة فقد اختلف شراح الحديث في معنى هذه
المناسبة : فالنووي جعلها صفة عارضة و ليست دائمة .([6])
فقال في المنهاج : و اعلم أن هذا الحديث يحمل على بعض الأحوال و إلا فقد ثبتت الأحاديث السابقة بتطويل القيام
و أنه صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المائة ...إهـ .([7])
و بن دقيق العيدة قال : يقتضي هذا تخفيف ما العادة فيه
التطويل ، أو تطويل ما العادة فيه التخفيف .
و ذهب بن القيم في كتاب " الصلاة " و "
تهذيب السنن " إلى أن معناه ألا يخفف واحدا و يثقل الآخر ، و إلا من المعلوم
طول القيام و الجلوس للتشهد عن غيرهما كما تفيد زيادة البخاري .([8])
و هو الذي رجحه صاحب تيسير العلام
ما يؤخذ من الحديث :
1- الأفضل أن يكون الركوع و الإعتدال منه ، و السجود و
الإعتدال منه متساوية المقادير ، فلا يطيل المصلي بعضا على بعض .
2- أن يكون القيام للقراءة و الجلوس للتشهد الأخير أطول
من غيرهما .
3- أن تكون الصلاة في جملتها متناسبة ، فيكون طول
القراءة مثلا مناسبا للركوع و السجود ([9]).
4- قوله : " فجلسته ما بين التسليم و الإنصراف
" دليل على أنه صلى الله عليه و سلم كان يجلس بعد التسليم شيئا يسرا في مصلاه
.([10])
5- ثبوت الطمأنينة في الإعتدال من الركوع و السجود خلافا
للمتلاعبين في صلاتهم ممن لا يقيمون أصلا بهم في هذين الركعتين .
6- زعم بعضهم أن الرفع من الركوع ركن صغير ، لأنه لم يسن
فيه تكرير التسبيحات كالركوع و السجود ، و لكن هذا قياس فاسد ، لأنه قياس في
مقابلة النص " ([11])
كحديث أنس رضي الله عنه : " إني............ أن أصلي بكم كما مان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يصلي بنا ، قال ثابت : فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعون ،
كان إذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل : قد نسي و إذا رفع رأسه من
السجدة مكث حتى يقول القائل : قد نسي . ([12])
و كذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من الذكر
بعد الرفع من الركوع.[13]
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على
عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
كتبه : عبد الحليم
التعديل الأخير 17 رجب 1441 هـ
المصادر و المراجع
1- " صحيح البخاري" - إلكتروني -
2- " صحيح مسلم " - إلكتروني -
3- " القاموس المحيط /الفيروز أبادي/ المكتبة
التوقيفية تحقيق محدي فتح السيد
4- "المنهاج شرح مسلم بن الحجاج " / بن شرف
النووي -إلكتروني-
5- "تيسير العلام شرح عمدة الأحكام " / عبد
الله أل بسام -مؤسسة الريان
6- "صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم من التكبير
إلى التسليم كأنك تراها / محمد ناصر الدين الألباني / مكتبة المعارف للنشر و
التوزيع / الطبعة الثالثة للطبعة الجديدة
7- أسد الغابة معرفة الصحابة / بن الأثير الجزري - تحقيق
خالد طرطوس - دار الكتاب العربي
8- سير أعلام النبلاء -إلكتروني-
[7] ) لمنهاج شرح مسلم بن الحجاج (
إكتروني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق